تقرير الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية: تدريس العلوم الشرعية بالتعليم العالي: مقاربات تربوية ومعرفية.
نظم المركز الدولي للأبحاث والدراسات التربوية والعلمية ومختبر القيم والمجتمع والتنمية، ندوة دولية في موضوع: تدريس العلوم الشرعية بالتعليم العالي: مقاربات تربوية ومعرفية. بتعاون مع المعهد العالمي للفكر الإسلامي ;مركز ضياء للمؤتمرات والأبحاث يومي الجمعة والسبت 5-6 شعبان 1442/ 19-20 مارس 2021.
وهذا تقرير الجلسة الافتتاحية التي حاضر فيها الدكتور خالد الصمدي أستاذ التعليم العالي بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان، ورئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراست التربية.
إنجاز التقرير:
الأستاذة حياة الكرماط الباحث عز الدين حدو
انطلقت الجلسة التي ترأسها الدكتور زكرياء السرتي المدير العام لمكز ضياء للمؤتمرات والأبحاث، بكلمة الدكتور الحسن بنعبو مدير مختبر القيم والمجتمع والتنمية، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، بجامعة ابن زهر بأكادير، وهو المشرف العام على الندوة الدولية ” تدريس العلوم الشرعية بالتعليم العالي مقاربات معرفية وتربوية “، وكلمته تأتي في إطار الجهة المنظمة للندوة.
افتتح كلمته بالبسملة وحمد الله تعالى، والصلاة والسلام على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وتقديم التحية والسلام لكل من الدكتور ربيع حمو مدير المركز الدولي للأبحاث والدراسات العلمية والتربوية، والدكتور خالد الصمدي رئيس المركز المغربي للأبحاث والدراسات التربوية بالرباط، وممثل المعهد العالمي للفكر الإسلامي، والدكتور زكرياء السرتي المدير العام لمركز ضياء للمؤتمرات والأبحاث، ولجميع الباحثين والمشاركين في الندوة الدولية. ثم استهل كلامه بتعبيره عن تثمين الشراكة بين مختبر القيم والمجتمع والتنمية، والمركز الدولي للأبحاث والدراسات العلمية والتربوية، وأضاف أن تنظيم هذه الندوة الدولية يأتي بمعية الشركاء؛ المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ومركز ضياء للمؤتمرات والأبحاث، ثم رحب بالجميع في هذه الندوة الدولية العلمية، التي تعقب صدور كتاب في هذا الشأن، والذي كما أشار أسهم فيه عدد من الباحثين والمهتمين في هذا لمجال ، وذلك بعد استكتابهم وتقديم أعمالهم، وخضوعها للتحكيم، وأكد الدكتور بنعبو أنّ هذا الكتاب له أهمية كبرى، من ناحية الموضوع : وهو التدريس، خاصة التدريس على المستوى الأكاديمي والجامعي، والذي ما زالت الأبحاث فيه قليلة، ليس فقد في مجال العلوم الشرعية، وإنما في مجالات وتخصصات علمية أخرى.
ثم أوضح أن تدريس العلوم الشرعية ومناهج تناولها أصبحت تثير نقاشا وجدلا كبيرا سواء على المستوى الأكاديمي، أو حتى على المستوى الثقافي، بل على حسب اعتقاده على نطاق أوسع وهو؛ المجتمع. وأشار إلى أنّ الجميع أصبح يستشعر أهمية هذه المناهج بما يجعلها تستجيب للواقع، وتسهم في معالجة إشكالات العصر الدينية أو الثقافية بصفة عامة، ويعتقد أن مطلب تجديد العلوم الإسلامية أو تجديد النظر فيها ليس بدعا من القول خاصة مع وجود تجارب كثيرة في تاريخ العلوم الإسلامية بدءا مع تأسيس هذه المناهج مع الإمام الشافعي، مرورا بكتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، ومع الإمام الشاطبي حين تأسيسه لمقاصد الشريعة، إلى الفترة المعاصرة مع بعض أعلام الإصلاح التجديدي في وقتنا المعاصر وخصّ بالذكر “الشيخ محمد عبدو ” الذي قام بمراجعة أو تجديد أو إصلاح التعليم في الأزهر الشريف، وأيضا مراجعات في إصلاح التعليم في المغرب، خاصة في التعليم الديني وعليه بإنّ هذا الكتاب الذي أصدره مختبر القيم والمجتمع والتنمية، والمركز الدولي للأبحاث والدراسات العلمية والتربوية، بما يحتويه من أبحاث قيمة، يشكّل إضافة في هذا المجال، ويشكل مرجعا هاما للباحثين والمدرسين فيه، ودعا الباحثين المشاركين بأوراقهم البحثية إلى المساهمة في صياغة توصيات تثري المؤلف. وفي ختام كلمته جدد الشكر الجزيل للدكتور ربيع حمو على مجهوداته الجبارة بعتباره منسق أشغال هذه الندوة، كما جدد الشكر الجزيل للدكتور خالد الصمدي، وللدكتور زكرياء السرتي مسير الجلسة الافتتاحية، وشكر أيضا اللجنة العلمية والتنظيمية على مجهوداتهم، وكل المشاركين من الباحثين والمتخصصين في المجال، وشكر جميع الحاضرين …
ثم تناول الكلمة بعده الدكتور ربيع حمو مدير المركز الدولي للأبحاث والدراسات العلمية والتربوية، وهو منسق أشغال الندوة الدولية ” تدريس العلوم الشرعية بالتعليم العالي مقاربات معرفية وتربوية “، وكلمته تأتي في إطار الجهة المنظمة للندوة.
تقدم في بداية كلمته بالشكر الجزيل لفضيلة الدكتور حسن بنعبو مدير مختبر القيم والمجتمع والتنمية على جميل تعاونه في إصدار الكتاب الجماعي، وتنظيم هذه الندوة العلمية، وشكر الجهات المتعاونة المتمثلة في كل من المعهد العالمي للفكر الإسلامي ومركز ضياء للمؤتمرات والأبحاث، كما شكر اللجنة العلمية المؤطرة لفعاليات هذه الندوة والتي بذل أعضاؤها جهدا معتبرا في التحكيم والمراجعة والتقويم.
ونوّه بجهود جميع الباحثين والباحثات من مختلف الأقطار والذين شاركوا بأعمال علمية معتبرة، وشكر أيضا ضيوف شرف هذه الفعالية: كل من الدكتور خالد الصمدي الذي سيقدم المحاضرة الافتتاحية لليوم الأول و الدكتور سعيد حليم الذي سيقدم المحاضرة الافتتاحية لليوم الثاني.
وبعد الترحيب بالجميع، تحدث عن أهمية موضوع الندوة، خاصة وأن تدريس العلوم الشرعية يكتسي مركزية بالغة، وأي قصور أو خلل في مناهج تكوين القائمين على تدريس هذه العلوم تترتب عليه مفاسد وتفوت مصالح الأمة قبل الأفراد، ويختل منهج الاستمداد.
وأوضح الدكتور ربيع أن هذه الأبحاث التي تبسطها هذه الأرضية المعرفية هي أبحاث منتخبة من واحد وسبعين مشروعا بحثيا، توصلت بها اللجنة العلمية في مرحلة الملخصات، و تمّ تحكيم ثلاثين بحثا مكتملا تم التوصل به.
وأشار إلى أنّ بحوث هذه الندوة انتظمت في ثلاثة محاور كبرى، اختص المحور الأول بمقاربات معرفية سعت إلى البحث في بنية فروع المعرفة الشرعية والعلاقات الناظمة لها، من أجل البحث عن سبل تحقيق التكامل المعرفي الذي ينتظمها، مع إبراز معالم التخصص الذي ينبغي أن يتحقق في تدريس العلوم الشرعية .ومختلف الإمكانات والسيناريوهات التي يمكن أن تتبناها المناهج الجامعية تحقيقا لثنائية التكامل المعرفي والتخصص المطلوب من أجل تطوير تلك العلوم في سياق بناء المقررات واختيار الوحدات الجامعية، والارتقاء بتدريسيتها لتخدم مقاصدها وأبعادها الوظيفية في الأمة.
وقد كان للنحت في الأبعاد المعرفية للعلوم الشرعية نصيب وافر في هذا المحور إذ تجاوزَ التناولَ العامَّ الذي يغلب على الكتابات في هذا المجال إلى تدشين ورش جديد ينحت في الخصائص الإبستمولوجية لكل علم شرعي.
أما المحور الثاني من هذه الندوة فقد أوضح الدكتور حمو أن بحوثه ستتناول؛ الدراسات الميدانية التي جمعت في ثناياها بين الإطار النظري الذي يُمد الباحث برؤية منهجية في دراسة الواقع تعصمه من الذاتية وتبعده من التعميم والإسقاط. وقد تنوعت العلوم التي تناولتها تلك البحوث بالدراسة فشملت القرآن وعلومه، وعلم التفسير، وأصول الفقه، والسيرة النبوية. وقد زاوجت تلك الدراسات بين الوصف والتحليل والنقد، مما أعطى المشروعية لكثير من المقترحات التي تأسست عليها، سواء فيما يتعلق ببناء المناهج والمقررات، أو الغلاف الزمني المخصص لها، أو طرق تدريسها، أو منهجيات تقويمها.
أما المحور الثالث: فقد اختص بدراسة عدة تجارب، منها تجارب مؤسسات جامعية ومعاهد شرعية وأنظمة تعلمية بعدة أقطار، منها: المغرب، والأردن، ومصر، والسعودية، وموريتانيا ونيجيريا.
وأكدّ الدكتور ربيع حمو أنّ هذه الندوة محطة في إنجاز هذا المشروع الطموح الذي هو من أولويات الاشتغال، لذلك فقد عرضت أبحاث هذه الندوة على أساتذة مبرزين خارج أعضاء اللجنة العلمية لقراءة بحوث الكتاب والتعقيب عليها، من أجل التثمين والنقد والتطوير.
وفي نهاية كلمته تمنىّ لجميع المشاركين والمشاركات في هذه الندوة فضاء معرفيا غنيا للتقاسم والتبادل المعرفي وإنضاج الإشكالات الحقيقية التي تستحق البحث والاشتغال. وشكر جميع الحاضرين والمشاركين.
المحاضرة الافتتاحية:
وبعدها فسح رئيس الجلسة الدكتور زكرياء السرتي المجال للدكتور خالد الصمدي لتقديم محاضرته الافتتاحية لليوم الأول للندوة والتي استهلها بكلمة شكر وتنويه للقائمين على تنظيم الفاعلية ودعوة المركز والختبر إلى التنسيق والعمل المشترك في هذا الورش العلمي، ثم تناول محاضرته من خلال محورين:
المحور الأول: تشخيص الإشكالات المعرفية والبيداغوجية والتكنولوجية التي يعرفها الدرس الجامعي في العلوم الشرعية داخل المغرب وخارجه.
و بسط الحديث عن هذا القسم حيث أكد أن الدرس الجامعي في العلوم الانسانية والاجتماعية بصفة عامة يعاني من مجموعة من الاشكالات أهمها:
أولا: إشكالات معرفية (ضخامة المادة العلمية؛ غياب النسق المنهجي؛ غياب التكامل المعرفي بين المواد الشرعية؛ غياب تكامل معرفي بين العلوم الانسانية والاجتماعية الأخرى)
ثانيا: إشكالات بيداغوجية (قصور في قواعد وضوابط بناء المناهج الجامعية؛ الانسجام الداخلي لمسلك العلوم الشرعية؛ خلل في أنظمة التقييم؛
ثالثا: إشكالات تكنولوجية (الحاجة إلى تدريس العلوم الشرعية عن بعد وفق معايير ذات جودة عالية عوض نقل المعارف).
المحور الثاني: الحلول القمينة بتطوير الدرس الجامعي في العلوم الشرعية ودمجه في محيطه البحثي والتدريسي.
أولا: بناء المنهاج التعليمي الجامعي للعلوم الشرعية بما يضمن لها التقاطع مع تخصصات أخرى وبما يضمن لها خصوصيتها.
ثانيا: استحضار التكامل المعرفي مع العلوم المكملة الانسانية والاجتماعية.
ثالثا: التمييز بين الكتاب الجامعي والكتاب الأكاديمي.
رابعا: التكوين العلمي والبيداغوجي للأساتذة.
خامسا: تطوير البحث العلمي في الدراسات الاسلامية.
وقد فتح المجال لمناقشة ماتعة للمشاركين والمشاركات لمضمون المحاضرة، وذلك ما أتاح فرصة متميزة لإثارة مجموعة من الإشكالات والقضايا. عقب عليها الدكتور الصمدي وتفاعل معها.
والحمد لله رب العالمين
الأستاذة حياة الكرماط الباحث عز الدين حدو